Tuesday, 5 January 2010

قسم العاصفة قسم فتح


أقسم بالله العظيم
أقسم بشرفي ومعتقداتي
أقسم أن أكون مخلصا لفلسطين
وأن أعمل على تحريرها
باذلا كل ما أستطيع
أقسم بأن لا أبوح بسرية حركة فتح
وما أعرف من أمورها
هذا قسم حر
والله على ما أقول شهيد


فلنجدد القسم والبيعة لفلسطين وشعبها

اين رجال القانون


نعيش الان فترة تردي وعلى كل الاصعدة ، وتمر الحالة الفلسطينية والفتحاوية بشكل خاص في فترة ركود اقرب ما تكون الى حالة الاحباط ، ما الذي يمكن لنا ان نفعله ؟؟ ان الماء الراكد بحاجة الى حجر صغير ليحرك ركوده ، فهل نمتلك هذا الحجر ؟ نعم .. وبالفم الملان نقولها ، اننا نمتلك الكثير من الحجارة لنحول اي بركة راكدة الى تسونامي تعصف بكل ما يقف في وجهنا من اجل تحقيق اهداف الشعب الفلسطيني ، ونؤمن بأن لكل فرد فينا دورا خاصا يقوم به ، وهدف صغير يحققه ، وكل حسب موقعه وقدرته وامكانياته من هنا نريد ان ننطلق بفكرتنا ، وعلى الساحة الاردنية تحديدا ...!!!
كيف يمكن تطويع القوانين والمعاهدات والاتفاقيات واستثمارها من اجل تحريك هذا الماء الراكد ؟؟؟
ان الاردن وبحكم التاريخ كان مسئولا في فترة زمنية ما عن الضفة الغربية ومسئولا عنها ارضا وشعبا ومقدسات ، فقد كانت الضفة جزءا من الدولة الاردنية ، وسكانها ( الضفة ) يتمتعون بالجنسية الاردنية ، وفك الارتباط الاداري مع الضفة لا يلغي بأي حال مسئولية الاردن عن مصير اراضي الضفة وسكانها ( على الاقل ما قبل قرار فك الارتباط ) ... اذن كيف يمكن استثمار هذا الامر قانونيا ؟؟ اليست الاراضي التي تمت مصادرتها ما قبل فك الارتباط هي ( وبحكم القانون ) اراضي اردنية ؟؟ اليس الاشخاص الذين تم اغتيالهم وقتلهم وابعادهم ، اليسو اردنيين بحكم القانون ؟؟ الا يمكن اثارة هذا الامر في المحاكم الاردنية ؟اليس الاردن هو المسئول عن المقدسات الاسلامية في القدس ( حسب اتفقية وادي عربة ) ؟ الا توجد اتفاقية دفاع عربي مشترك والاردن جزء من هذه الاتفاقية ؟؟ الم يوقع الاردن على معاهدة جنيف لحقوق الانسان ؟؟ هنالك الكثير من القوانين والقضايا التي يمكن اثارتها ، سواء تتعلق بأفراد ام بشكل عام ... الا يمكن اثارة هذا الامر ضد حكومة العدو او ضد المسئولين الصهاينة ؟؟ ونحن في طرحنا لهذه الفكرة لا ننتظر ان تصدر المحاكم الاردنية قرارات الادانة او مذكرات التوقيف ؟؟!! المهم التحرك بهذا الاتجاه والاستفادة من المناخ العالمي الحالي ...
المطلوب الان من الاخوةابناء الحركة المحامين ان يتحركوا بهذا الامر ... ان يرفعوا القضايا ضد حكومة العدو وقادته ، واولهم السفير الصهيوني في عمان .. كما قلنا ليس المطلوب ان نصل الى قرارات ادانة للعدو !! بل ما نريده هو تحريك الناس ، وخلق مناخ يساعد على التغلب على اليأس الذي تعيشه جماهيرنا ، وهذا الامر بحاجة الى دعم اعلامي وشعبي ، فلتتشكل لجان في كل المناطق مساندة للاخوة المحامين ، وليتم القيام بحملة توعية جماهيرية ، بالاضافة الى القيام بحملة اعلامية من الاخوة الصحفيين ، تشمل الصحف والفضائيات ..
فلنتحرك جميعا .. كل حسب موقعه .. فالصمت عار .. عار علينا جميعا ان نكون شهود زور على هذه المرحلة !! وشعبنا معطاء ولكنه بحاجة الى مساحة من الامل ، وقيادة يثق بها ، ويسير خلفها ، وانت اخي الفتحاوي قائد في موقعك ، فلتتحرك من هذا الموقع
الثورة هي التمرد على الواقع الفاسد .. هل هنالك فساد اكثر مما نراه .. فساد في القيادة .. فساد في الاهداف ... فساد في الرؤية .. فساد في الصمت ... ماذا تنتظر ؟؟ ام انك تريد ان تكون جزءا من هذا الفساد

اللجنة المركزية الجديدة ... بدون فلسطيني اللجوء


تعتبر اللجنة المركزية الجديدة لحركة «فتح» التي انتخبت في المؤتمر السادس الأخير، خامس لجنة مركزية تنتخب منذ تأسيس الحركة عام 1957، حيث انتخبت اللجنة المركزية الأولى عام 1964 قبيل أشهر معدودة من اعلان الانطلاقة المسلحة للجناح العسكري لحركة «فتح» «قوات العاصفة». وانتخبت اللجنة المركزية الثانية بعيد معركة الكرامة في المؤتمر الثاني لـ «فتح» الذي عقد في الزبداني في سورية، وفي هذا المؤتمر اصبح محمود عباس عضواً في اللجنة المركزية للمرة الأولى. اما اللجنة المركزية الثالثة فقد انتخبت عام 1971 بعد الخروج الفلسطيني المسلح من الأردن، حيث عقدت حركة «فتح» مؤتمرها في معسكر حمورية في غوطة دمشق وشهد في حينها دخول شخصيات جديدة الى عضوية اللجنة المركزية، كان من أبرزهم الراحل نمر صالح (ابو صالح)، والراحل هايل عبدالحميد (أبو الهول). أما اللجنة المركزية الرابعة فقد انتخبت في المؤتمر الرابع الذي عقد عام 1980 في معسكر عدرا قرب دمشق، وشهد دخول أعضاء جدد الى اللجنة المركزية كان من أبرزهم هاني الحسن. واتسعت الاضافات الجديدة في المؤتمر الخامس الذي عقد في تونس عام 1989
.
ولكن، في المؤتمر السادس الأخير، اختلفت اللجنة المركزية الجديدة لحركة «فتح» كلياً عن نمط وتركيبة وألوان أي من اللجان المركزية التي سبقتها. فقد غاب تعدد الألوان السياسية وحتى الفكرية لأصحابها كما كان في اللجان السابقة لتحل مكانها لجنة من لون سياسي وفكري واحد تقريباً. كما غابت الأكثرية اللاجئة لتحل مكانها أكثرية من المقيمين في الضفة. وغاب أصحاب العمل العسكري المباشر ليحل مكانهم خريجو أجهزة الأمن، وأنصار خط التسوية السياسية. في الجانب الأول من النتائج النهائية، استقر واقع تمثيل اللجنة المركزية الجديدة للفلسطينيين على وجود 12 عضواً جديداً من أعضائها من أبناء الضفة الغربية، وهم: محمد راتب غنيم (القدس)، محمود العالول (نابلس)، جبريل الرجوب (دورا/الخليل)، صائب عريقات (أريحا)، عثمان أبو غربية (القدس)، جمال محيسن (نابلس)، حسين الشيخ (رام الله)، محمد أشتيه (نابلس), مروان البرغوثي (كوبر/رام الله)، عباس زكي (سعير/الخليل)، عزام الأحمد (جنين)، الطيب عبدالرحيم (عنبتا/طولكرم). الى ذلك هناك عضوان من قطاع غزة هما: سليم الزعنون (أبو الأديب)، وناصر القدوة. وخمسة أعضاء تعود اصولهم الى فلسطينيي 1948وهم : نبيل شعث من مدينة يافا ومن لاجئي غزة، محمد دحلان من بلدة حمامة قضاء غزة ومن لاجئي غزة، سلطان أبو العينين من بلدة الشيخ داوود قضاء عكا ومن لاجئي لبنان، توفيق الطيراوي من بلدة (طيرة دندن) قضاء يافا ومن لاجئي الأردن ومقيم في رام الله بعد نشوء السلطة، محمد المدني من بلدة كفر سبت قضاء طبريا ومن لاجئي سورية ومقيم في رام الله منذ نشوء السلطة.
وبالتالي فان هناك حضوراً متواضعاً لمن هم من اللاجئين في عضوية اللجنة المركزية، وتفوق واضح لأبناء الضفة الغربية. كما يلحظ تواضع تمثيل وحضور الشتات الفلسطيني بشكل عام، حيث بقي سلطان أبو العينين الشخصية الوحيدة في اللجنة المركزية من فلسطينيي الشتات، وهو ما اعتبره البعض في سياق عملية تهميش حضور الشتات الفلسطيني المستمرة منذ سنوات طويلة. كما اعتبره البعض الآخر بمثابة عدم إنصاف للشتات الفلسطيني الذي بنى مداميك منظمة التحرير بأجساد أبنائه وبأنهار الدم التي سكبت في مسار الثورة وطريقها، وحمل على أكتافه مسيرة العمل الفدائي المسلح في حركة «فتح» على وجه الخصوص، خصوصاً اذا علمنا أن أكثر من 70% من شهداء الثورة الفلسطينية المعاصرة وحركة «فتح» بالتحديد هم من أبناء مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سورية ولبنان والأردن ومن باقي الجنسيات العربية
.
في الجانب الثاني، فاز بعضوية اللجنة المركزية كل من اللواء توفيق الطيراوي، الذي عمل مع الشهيد صلاح خلف (أبو إياد) في إطار جهاز الأمن الموحد منذ العام 1970. وجبريل الرجوب، ومحمد دحلان اللذين عملا في إنشاء جهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية والقطاع بعد نشوء السلطة الفلسطينية عام 1994, وفي هذا الصدد يذكر أن دحلان حصل على أصوات 450 عضواً فقط من الضفة الغربية بينهم 150 صوتاً من مجموعته التي كانت تتبع له في الأمن الوقائي في قطاع غزة، واستقروا في الضفة الغربية بعد حزيران (2007 ونال باقي الأصوات من أعضاء المؤتمر التابعين لتنظيم القطاع، وبالتالي فان ما ناله دحلان من أصوات القطاع لا يتعدى نصف المصوتين
واقتصر العمل الفدائي المسلح داخل اللجنة المركزية الجديدة على شخصين فقط، هما محمود العالول الذي كان يعمل مساعداً للشهيد خليل الوزير (أبو جهاد) قائد قطاع الأرض المحتلة (القطاع الغربي ). كذلك محمد المدني الذي كان يعمل أيضاً في القطاع الغربي كمساعد لخليل الوزير ومسؤولاً مباشراً عن الخلايا الفدائية داخل عمق المناطق المحتلة عام 1948. ويعتبر العالول والمدني من الشخصيات المحترمة التي تمتلك سيرة حميدة وطيبة في العمل الفلسطيني
.
ويلاحظ أن الشخصيات الأكاديمية ذات التحصيل العالي في اللجنة المركزية باتت تضم ثلاثة أشخاص فقط، هم: نبيل شعث، صائب عريقات محمد أشتيه. وبالطبع فان تواضع الحضور الأكاديمي يفقر عضوية اللجنة المركزية بالكفاءات ويتخمها بأصحاب الخبرة في السياسة اليومية
.
يلاحظ أخيراً، فشل التيار الشبابي من أبناء مخيمات الضفة الغربية الذي نما وترعرع في صفوف الانتفاضة في تبوء أي مقعد من مقاعد اللجنة المركزية، على رغم حضوره الجيد والكثيف داخل أعمال المؤتمر، الأمر الذي شكل ثغرة واضحة في نتائج اعمال المؤتمر الانتخابية
وفي هذا السياق فان النقد الموجه الى غياب تمثيل لاجئي الضفة الغربية عن اللجنة المركزية على رغم تضحياتهم في مسار الانتفاضة، يحمل أبعاداً سياسية لها أكثر من مدلول.


فوهة البندقية .. بوصلتنا الوحيدة نحو تحرير القدس ...

الهجرات اليهودية الى فلسطين


سعت "بريطانيا" إلى احتلال "فلسطين" والسيطرة عليها، وذلك لما يمثله موقع "فلسطين" من أهمية استرتيجية بالغة، حيث كانت "بريطانيا" محتلة لمصر، واحتلال "فلسطين" يمهد لبريطانيا السيطرة على "خليج السويس" و"خليج العقبة" و"البحر الأحمر".ومن ثَمَّ فقد شجعت "بريطانيا" الهجرات اليهودية إلى "فلسطين" لتحقق من وراء ذلك عدَّة أهداف منها: القضاء على الحركات القومية المتنامية الداعية إلى التحرر، ولتكون "إسرائيل" بمثابة قاعدة استعمارية لإضعاف الأمة العربية واستنزافها، بالإضافة إلى تأمين طرق مواصلاتها بين الشرق والغرب لتحقيق مصالحها الاستعمارية، والأهم من ذلك كُلُّه التخلّص من النفوذ الصهيوني اليهودي الذي أخذ يتغلغل بشكل ملحوظ لا في "بريطانيا" فحسب بل في "أوربا" كلها، ولذلك فقد شجعت تلك الدول على هجرة اليهود إلى "فلسطين" في محاولة لإبعادهم عنها والتخلص من غدرهم ومؤامراتهم، فقد كشفت عن ذلك إحدى الوثائق التي نشرت مؤخرًا، وهي وثيقة عمرها أكثر من مائتي عام ـ ضمن وثائق معهد "فرانكلين".. "فيلادلفيا"ـ الخاصة بالمؤتمر الدستوري لعام [ 1203هـ - 1789 م ] قدمها "بنجامين فرانكلين" يقول فيها: "يوجد خطر عظيم على الولايات المتحدة الأمريكية وهذا الخطر العظيم هم اليهود ... إذا لم يطرد اليهود خلال مائتي عام فإن أبناءنا سيكونون في الحقول يعملون لكي يطعموا اليهود، بينما يعيشون هم وأبناؤهم في مكاتب المحاسبة وعقد الصفقات نشوانين طربًا ويفركون أيديهم مرحًا..."!!
هجرات اليهود الأولى إلى "فلسطين":
ولليهود تطلعات إلى أرض "فلسطين" استنادًا إلى الأكاذيب التي روجت لها آلة الدعاية الصهيونية تحت زعم الحقِّ التاريخي في أرض الأجداد، وعلى هذا الزعم كانوا يتسللون في هجرات غير منتظمة وغير معلنة وعلى مدى زمن طويل، ولكن يمكن رصد الهجرات اليهودية المنظمة إلى أرض "فلسطين" من خلال موجتين من الهجرات:
كانت الموجة الأولى بين عامي [ 1299 هـ - 1882 م ] و[ 1321 هـ - 1903م]، وكان عدد المهاجرين خلال هذه المدة نحو ( 28 ) ألف يهودي، وتعدُّ هذه الموجة بمثابة النواة التي قامت عليها حركات الاستيطان فيما بعد، وقد حظي هؤلاء المهاجرين بدعم ومساعدات من الجمعيات اليهودية في "أوربا" و"الجمعية اليهودية للاستعمار "في "فلسطين"، وخلال ( 20) عامًا تمكّن هؤلاء اليهود المهاجرين من بناء ( 22 ) مستوطنة.
أما الموجة الثانية فكانت بين عامي [ 1322 هـ - 1904 م ] و[ 1332 هـ - 1914 م] وبلغ عدد المهاجرين خلال تلك الفترة نحو ( 40 ) ألف مهاجر، كان معظمهم من اليهود الروس، ومن بين هؤلاء خرج الجيل الأول من قادة الصهاينة مثل: "ديفيد بن جوريون" و"ليفي أشكول" و"حاييم وايزمان" و"إسحق بن زفي"، وخلال هذه الحقبة تمكن هؤلاء المهاجرين من بناء ( 59 ) مستوطنة.



وبعد اندلاع " الحرب العالمية الأولى" سنة [1332 هـ = 1914 م] بدأ اهتمام "بريطانيا" بفلسطين وبموضوع الاستيطان اليهودي يتزايد، ولذلك فقد طلب "هربرت صمويل"ـ وهو يهودي في الحكومة البريطانية ـ من وزير خارجية "بريطانيا" بحث إقامة دولة يهودية في "فلسطين" بمساعدة "بريطانيا" و"الولايات المتحدة الأمريكية"، فبعث "صمويل" بمذكرة اقترح فيها إقامة محمية بريطانية في "فلسطين" يسمح لليهود بالهجرة إليها على أن يتمتع هؤلاء اليهود بحكم ذاتي في "فلسطين"، ثُمَّ تطور الأمر ـ بعد ذلك ـ لتصبح دولة موالية لبريطانيا، وفي أواخر سنة [ 1334 هـ = 1916 م ]، قامت "المنظمة الصهيونية" بإرسال مذكرة إلى الحكومة البريطانية تطالب فيها بإنشاء دولة قومية لليهود في "فلسطين"، نظير خدمات جليلة سوف تقدمها لها بعد ذلك، فاستجابت "بريطانيا" وسعت إلى إصدار "وعد بلفور" بعد أن وجدت أن إنشاء تلك الدولة يحقق أهداف "بريطانيا" ويرعى مصالحها في المنطقة، ويمكنها من بسط نفوذها على "فلسطين" والتحكم في "قناة السويس" وتأمينها من الشرق، مما يعزز من موقفها ويحكم قبضتها على البلاد العربية التي استعمرتها.
وفي [ 4 من المحرم 1336هـ = 20 من أكتوبر 1917م ] اقتحمت القوات البريطانية "فلسطين" في الوقت الذي أصدر وزير الخارجية البريطاني "آرثر بلفور" وعده الشهير الذي يمنح اليهود بموجبه الحق في إنشاء وطن قومي لهم في "فلسطين"، وكان ذلك أول اعتراف دولي بالصهيونية وبمشاريعها الاستيطانية، ومع ما قدمه هذا الوعد من امتيازات بالغة للصهاينة، فقد تجاهل تمامًا العرب أصحاب تلك الأرض التي منحتها "بريطانيا" لليهود.
وفي ظل الرعاية البريطانية للصهاينة وتأييدها المحموم للاستيطان اليهودي في "فلسطين"، تضاعف عدد المهاجرين من اليهود إلى "فلسطين" بعد هذا الوعد، من ( 55 ) ألفًا بعد "الحرب العالمية الأولى" ليصبح ( 108 ) آلاف في عام [ 1344 هـ = 1925 م ]، ثُمَّ قفز إلى (300 ) ألف في عام [ 1354 هـ = 1935 م ]،ليصبح ( 650 ) ألفًا في عام [ 1367 هـ = 1948 م ].
لم يكن وقوف "بريطانيا" إلى جانب الصهاينة وتشجيعهم على إنشاء دولة لهم في "فلسطين" مجرد تأييد أو حتى انحياز مطلق، وإنما هو جزء من مخطط استعماري ضخم يهدف إلى استمرار احتلال البلاد العربية واستنزاف ثرواتها، وهو ما عبَّر عنه "تشرشل" في مذكراته. حين قال: " إذا أُتِيحَ لنا أن نشهد مولد دولة يهودية لا في فلسطين وحدها بل على ضفتي الأردن معًا تقوم تحت التاج البريطاني؛ فإننا سوف نشهد وقوع حادث يتفق تمام الاتفاق مع أهداف واستمرارية الامبراطورية البريطانية".
ثم جاء قرار تقسيم "فلسطين" الذي أصدرته "الجمعية العامة للأمم المتحدة" سنة [1366هـ = 1947 م ] مُحبطًا ومُخيِّبًا لآمال الشعوب العربية التي كانت تتطلع إلى عدالة تلك المؤسسة الدولية أو حتى حيادها، فقد كشف بجلاء عن ازدواجية المعايير التي تضبط أحكام وقرارات تلك المؤسسة، وعن خضوعها لنفوذ الدول الكبرى، واستسلامها لإرادة تلك الدول ومصالحها.
وقد شجع ذلك المزيد من اليهود على الهجرة إلى "فلسطين"، وتزايدت الهجرات بشكل ملحوظ في أعقاب النكبة العربية سنة [ 1367 هـ = 1948 م ] بعد الهزيمة المريرة التي لحقت بالجيوش العربية على أرض "فلسطين" نتيجة العمالة والخيانة من جانب ونقص الكفاءة والإمكانات والتدريب من جانب آخر.وقد أصبحت الهجرات إلى "فلسطين" سهلة نظرًا لتردِّي الأوضاع العربية، وتزايد عدد المستوطنات التي أُقِيمت في الفترة بين عامي [ 1367 هـ = 1948 م ] و [ 1372 هـ = 1953 م ] لتبلغ ( 370 ) مستوطنة، وخلال الفترة من عام [ 1367 هـ = 1948 م ] إلى عام [ 1387 هـ = 1967 م ] تحولت أكثر من ( 400 ) قرية فلسطينية إلى مستوطنات ومستعمرات إسرائيلية بعد أن تَمَّ طرد سكانها منها.
وطوال تلك السنوات لم يقف أبناء "فلسطين" مكتوفي الأيدي أمام هذا الغزو والاستيطان الصهيوني، فقد تصدّوا لتلك الهجرات، وقاوموها بكل السبل، وبرغم الحصار الصهيوني والبريطاني لأبناء "فلسطين" وسياسات التجويع والبطش والإبعاد، فإن حركة المقاومة لم تتوقف يومًا على أرض "فلسطين" ولم تخبُ نيران الغضب الفلسطيني ساعة، فقد تصدوا لموجات الاستيطان وعمليات التهويد ومحو الهوية لتلك الأرض العربية بكل ما يملكون من قوة وشجاعة وإيمان قوي، وقدموا آلاف الشهداء الذين سطروا بدمائهم ملحمة البطولة والصمود

جغرافية فلسطين


. 1 -
جبال فلسطين
أ - جبال الجليل
تتصل مرتفعات الجليل شمالاً بجبل عامل، وتكاد الصفات الطبيعية للمنطقتين تكون واحدة، ومرتفعات الجليل تمتد نحواً من خمسين كيلومتراً من نهاية سهل عكا غرباً إلى مشارف طبرية شرقاً، وما يقرب من المسافة نفسها من الحدود اللبنانية شمالاً إلى سهل مرج ابن عامر جنوباً. وبلغ معدل ارتفاعها بين ثلاثمئة وستمئة متر، إلا أن قممها تتجاوز هذا الارتفاع. فجبل الجرمق هو أعلى جبال فلسطين، علوه 1100 متر، وجبل كنعان، قرب مدينة صفد، يرتفع حتى 841متراً.
والذي يعرف ما في جبال لبنان من وعورة وعمق في الأودية ومن كثرة المسالك الصخرية يرى في جبال الجليل صفات تختلف عن ذلك. فهي، في كثير من الأحيان. لا تعدو أن تكون تلالاً مستديرة واضحة الخطوط مكسوة بالعشب. وهذه المرتفعات تنتهي بشكل مفاجئ في الجنوب. ذلك بأن الذي يخرج من الناصرة مثلاً يجد نفسه بعد قليل، يهبط هبوطاً سريعاً إلى مرج ابن عامر. ويرى في الجهة الشمالية الشرقية من السهل. جبل الطور (طابور) الذي يرتفع من السهل إلى علو يبلغ نحو 650 متراً، ويبدو هذا الجبل كأنه قبة ضخمة تتوسط هذا الجزء من السهل.

ب - جبال السامرة (مع الكرمل)
تقع هذه الجبال إلى الجنوب من مرج ابن عامر شمالاً، وتمتد إلى الجنوب من مدينة نابلس (عند خان اللبن). وإذا أضفنا إليها جبل الكرمل الذي يبدأ عند مدينة حيفا ويصل إلى مجدّو ثم يتصل بها حول جنين. كانت الرقعة التي تشغلها قريبة من الرقعة التي تشغلها مرتفعات الجليل. وفي الشرق تطل هذه الجبال على الغور الذي يفيد نهره (الأردن) من المياه التي تحملها إليه الأودية مثل وادي الفارعة وبعض الأنهار.
وهذه الجبال، على العموم، أقل ارتفاعاً من جبال الجليل. وليس فيها سوى جبل واحد يقرب ارتفاعه من ألف متر (جبل جريزم قرب نابلس). أما جبل الكرمل فيبلغ أعلى ارتفاع فيه 550 متراً.
وقد أثرت عوامل التعرية في جبال السامرة فخددت فيها أودية كثيرة بعضها ضيق عميق، والبعض الآخر واسع بحيث سمح للغرين أن يستقر فيه ويكون سهولاً داخلية ضيقة لكنها خصبة. إلا أن جبال السامرة عموماً. إذا قوبلت بجبال الجليل، أفقر في المارد الطبيعية. والطبقات الظاهرة على السطح هي، في الغالب من النوع الطبشوري تتخلله بعض نتوءات من البازلت، ولذلك كانت تربتها أفقر وينابيعها أقل كثيراً من جبال الجليل. ويغلب أن يستقر السكان فيها في الأودية الواسعة. أما جبالها فتصلح للرعي.

ج - جبال القدس والخليل
إلى الجنوب من نابلس، على ما ذكرنا، تتداخل جبال السامرة بجبال القدس والخليل، التي يتراوح ارتفاع القسم الأكبر منها بين خمسمئة وألف من الأمتار، وبسبب قلة الأمطار التي تسقط عليها فإن عوامل التعرية لم تفعل فيها فعلها في جبال السامرة، لذلك فإن الأودية العميقة وخطوط الارتفاعات غير المنتظمة التي نراها في هذه الجبال أقل منها في تلك. وتظل هذه الجبال مرتفعات متصلة تكون هضبة عالية. قلما تختلف طبعيتها من مكان إلى آخر. وتظهر الصخور الكلسية الطبشورية على السطح. وتكون في الغالب عارية أي لا تعلوها التربة، والصفات الطبيعية الغالبة عليها مناطق صخرية جرداء واسعة، وصخور متفرقة متباعد وبعض الأخاديد التي تقع على جنبات التلال، وهي في الغالب جافة وإن كان ثمة مجار للمياه الجوفية وبعض الكهوف. ويغلب عليها أن تكسو أجزاء صغيرة منها نباتات من نوع الأنجم والنباتات الشوكية. هذه هي «برية القدس» العارية الجرداء الغبراء.
وتمتد هذه الجبال إلى الجنوب من مدينة الخليل (خليل الرحمن) بحيث تتصل بالنقب، على أنه بين الجبال والنقب يمتد انخفاض من الشرق إلى الغرب، وهو أقل انخافضاً من الجبال المذكورة، وتربته الغرينية رقيقة جداً.
أما النقب فهو هضبة يترواح ارتفاعها بين 300 و600 متراً، إلا أن بعض المرتفعات الالتوائية في المنطقة تتجاوز معدل الارتفاع العام بما يقرب من 300 متر. إلا أن الأجزاء الشمالية والوسطى من النقب يكسوها غطاء من التربة الرخوة التي يمكن استغلالها لو توفر لها الماء.
إلى الغرب من جبال القدس والخليل وجبال السامرة تقع منطقة تلال انتقالية بين الجبال والسهل الساحلي، ولعل أصلها الجيولوجي مرتبط بالفوالق التي تعرضت لها المنطقة في العصور الجيولوجية السحيقة، والتي أوجدت هذه المنحدرات غربي الجبال. ومع أن الصخور التي تتكون منها سلسلة الجبال هذه هي الصخور الكلسية الطبشورية نفسها التي تتكون منها الجبال، فإن رطوبة الجو الموجودة هناك فعلت فعلها في تعرية التلال فأصبحت منحدرة انحداراً تدريجياً، وأودية واسعة تغطيها طبقة من التربة تصلح للزراعة، ولذلك فقد مكنت لعدد أكبر من السكان أن يستقر فيها.

2 -
منخفض الأردن
يشمل منخفض الأردن غور الأردن والبحر الميت ووادي عربة. وهو جزء من الشق الجيولوجي الكبير الذي يبدأ عند حلب شمالاً وينتهي في البحر الأحمر جنوباً بحيث يشمل سهل القاع ووداي البقاع ومنخفض الأردن، ومن الجيولوجيين من يربط هذا الشق بالبحيرات الإستوائية الأفريقية التي تقع حول منابع النيل. وهذا الشق، وسواء قبلنا طوله الكامل أم جزأه الممتد في سورية ولبنان وفلسطين فقط. كان نتيجة حركة فجائية في قشرة الأرض أحدثت انخفاضاً في جزء من الأرض مصحوباً بكسر على طرفيه فأصبح قعره منخفضاً بضع مئات من الأمتار.
إذا اعتبرنا بانياس نقطة ابتداء المنخفض وجدنا أن جزأه الممتد من هناك إلى نحو خمسة كيلو مترات جنوبي بحيرة الحولة يتكون قاعه من الطمي. وتبلغ مساحة البحيرة (14) كيلومتراً مربعاً. وقد قام اليهود بتجفيفها قبل سنة 1957 وذلك للاستفادة من أرضها في الزراعة. ثم يلي ذلك واد بركاني يمتد حتى بحيرة طبرية، بحيث يكون المجرى سلسلة من الصخور تعترض سير الماء. أما بقية وادي الأردن إلى الجنوب من بحيرة طبرية فيتكون قعره من الطمي الكلسي. وعلى بعد نحو خسمة كيلومترات إلى الجنوب من سهل بيسان يأخذ النهر بحفر مجرى عميق له يسميه السكان «الزور» وهو الذي يبلغ عمقه، في أواسط النهر (الأردن) خمسة وأربعين متراً، ويراوح اتساعه في تلك الأجزاء بين كيلومتر ونصف الكيلومتر وبين ثلاثة كيلومترات، وتغطي عدوات النهر الواسعة هذه نباتات مدارية ويكثر فيها القصب. أما الأجزاء المرتفعة من الصخور والأتربة الكلسية فهي قاحلة. وهذا الأمر يستمر على جانبي منخفض الغور نفسه. وترتفع الملوحة في هذه الصخور كلما اتجهنا جنوباً. والظاهرة الطبيعية للتكوين الصخري في الجزء الجنوبي من الغور هي برزو هذه الصخور على شكل قباب ذات رؤوس مدببة، تفصل بعضها عن بعض أودية جافة، إلا أنها قد تحمل بعض المياه إذا سقط المطر على الأجزاء المرتفعة من الوادي.
ويبلغ طول المنخفض، من الشمال إلى خليج العقبة، نحو من أربعمئة كيلومتراً. ويبلغ ارتفاع الأجزاء الشمالية منه أكثر قليلاً من ثلاثمئة متر، بينما ينخفض قعر البحر الميت في شماله ثمانمئة متر عن سطح البحر، أما سطح البحر الميت فينخفض 400 متر عن سطح البحر. ومعنى هذا أن المنحدر من القدس أو من عمان إلى البحر الميت يهبط قرابة 1300 متر في مسافة لا تتجاوز أربعين كيلتومتراً (من القدس) وستين كيلومتراً (من عمان). ومعنى هذا أيضاً أن وادي الأردن بالذات يقع تحت سطح البحر من بحيرة طبرية إلى البحر الميت.
ولكن على بعد نحو 130 كيلومتراً من المنقطة الشمالية للبحر الميت يعدو منخفض الأردن إلى نقطة على مساواة سطح البحر.
والانحدار من جانبي المنخفض إلى النهر انخفاض فجائي، لهذا لم يكن من السهل إنشاء طرق تقطع الغور من الشرق إلى الغرب أو بالعكس. لكن ذلك لم يعن قط، أن الاتصال بين جانبي منخفض الأردن لم يكن قائماً أبداً، فذلك ليس من طبيعة الأمور.
ذكرنا قبلاً أن في حوض الحولة صخوراً بركانية، وهي صخور بازلتية، وأن المياه كانت هناك ضحلة (قبل تجفيف البحيرة)، وكانت المستنقعات التي يكثر فيها نبات البردى منتشرة. ويرجع قيام بحيرة طبرية إلى وجود الصخور البازلتية. ويبلغ طول البحيرة واحداً وعشرين كيلومتراً، ويتراوح عرضها بين ثلاثة كيلومترات ونصف الكيلومتر وبين خمسة كيلومترات، وينخفض سطحها 216 متراً عن سطح البحر، أما عمقها فيبلغ، في أكثر أجزائه انخفاضاً، نحو 220 متراً.

3 -
أنهار فلسطين
أكبر أنهار فلسطين هو نهر الأردن، الذي ذكرناه فيما سبق، وهو نهر داخلي تصب مياهه في البحر الميت. وبسبب انخفاض مجراه عن مستوى السهول الضيقة القليلة، يصعب الاستفادة من مياهه، لكن في الأجزاء الشمالية، حيث تتسع السهول على جانبيه قليلاً فإن المياه تستخدم في الري. أما النصف الجنوبي من النهر وحوضه فالملوحة فيه شديدة، لأن التبخر كثير، وتتسرب مياهه إلى البحر الميت، حيث يشتد التبخر وتزداد ملوحة البحر تبعاً لذلك.
أما كمية المياه التي تتدفق من هذه الروافد فهي:
1 -
الحاصباني: 157 مليون متراً مكعباً سنوياً.
2 -
اللدان: 258 مليون متراً مكعباً سنوياً.
3 -
بانياس: 157 مليون متراً مكعباً سنوياً.
هذا وتبلغ طاقة نهر الأردن لدى دخوله بحيرة طبرية 640 مليون متراً مكعباً. أما بعد خروجه من البحيرة فتكون طاقته 540 مليون متراً مكعباً. ثم تنضم إليه مياه اليرموك (467 مليون متراً مكعباً) ومياه أخرى من الضفة الشرقية والضفة الغربية (310 ملايين متراً مكعباً).
وقد خططت إسرائيل العديد من المشاريع لتحويل مياه نهر الأردن إلى الداخل وخصوصاً إلى النقب (وذلك من أجل زراعته وجذب المهاجرين اليهود إليه).
بالإضافة إلى نهر الأردن ثمة أنهار صغير، بطبيعة الحال في السهل الساحلي وهي من الشمال إلى الجنوب نهر المقطع ونهر الأزرق ونهر العوجا. والمقطع يجمع مياه مرج ابن عامر وينقلها إلى البحر. وينبع أصلاً قرب جنين، إلا أن روافده، على صغرها، كبيرة، ولذلك فهو أهم نهر بعد الأردن.
وقد جاء وقت كان فيه الكثير من الأنهار الساحلية يكوّن في مجاريه الدنيا، مستنقعات ينمو فيها البعوض. إلا أن ذلك قد تناقص كثيراً في العشرينيات والثلاثينيات من القرن الحالي.

4 -
المناخ
يتأثر مناخ فلسطين من حيث الحرارة وكمية الأمطار بأمور ثلاثة: أولها أن في البلد سلسلة جبال تمتد من الشمال إلى الجنوب محاذية للسهل الساحلي. وثانيها أنه إلى الجنوب والجنوب الغربي، وهما طريق الرياح الغربية التي تحمل الأمطار في الشتاء، تقع صحاري واسعة بدءاً بصحراء سيناء ومروراً بمصر إلى شمال أفريقية، وثالثها أن البلد يجاور في الجهة الشرقية جزءاً من الصحراء السورية.
فالرياح التي تهب من الشرق والشمال الشرقي، وهي الرياح الشرقية عامة مع تسميات محلية مختلفة، هي رياح جافة، لا تنقل معها رطوبة ولا تسقط مطراً. بل على العكس من ذلك لها قدرة على امتصاص الرطوبة، ومن ثم فإنها تزيد التبخر في الصيف. وهبوبها مدداً متطاولة، وخصوصاً في أواخر الربيع، يكون عادة نذير سوء للفلاح. وإذا هبت الرياح الشرقية ( أو الخمسين) في أواخر الربيع مدة طويلة خشي الناس على الزيتون خاصة. أما في الشتاء فتكون هذه الرياح باردة جداً، وإليها يعود انخفاض درجة الحرارة في المناطق المرتفعة، هذا مع العلم بأن فلسطين تتعرض أيضاً لرياح شمالية تهب في فصل الشتاء، فتزيد من انخفاض درجة الحرارة وخصوصاً في الشمال.
وتقع فلسطين في المنطقة المسماة منطقة البحر المتوسط مناخياً. ومعنى هذا أن الشتاء هو فصل المطر فيها، وأن الصيف هو فصل الجفاف، وهذا واضح جداً، لكن الرياح التي تحمل الأمطار إلى فلسطين من البحر المتوسط هي رياح جنوبية غربية. ويعني هذا أن الرياح التي تحملها الأمطار إلى شمال فلسطين تقطع مسافة بحرية أكبر من تلك التي تقطعها الرياح التي تهب على جنوبها، ولذلك فإن كميات بخار الماء التي تحملها أقل، والمطر الذي تسقطه أقل تبعاً لذلك، فبينما يسقط من الأمطار في سهل عكا والجزء الشمالي من السهل الحالي بين 50،100 سم في السنة نجد أن منطقة غزة وتترواح أمطارها بين 25،37 سم فقط.
أما كون سلسلة الجبال موازية للسهل الساحلي ومتعامدة مع مهاب الرياح الغربية الحاملة للأمطار. فمعناه أن السفوح الغربية للجبال تتلقى الأمطار أولاً وتأسرها، وأن السفوح الشرقية أقل مطراً. (وهذا أكثر وضوحاً في لبنان منه في فلسطين).
ويمكن القول إجمالاً أن حرارة السهل الساحلي الفلسطيني معتدلة شتاء، ومرتفعة بعض الأرتفاع صيفاً، وأن المطر فيه غزير نسبياً، والصقيع معدوم، أما الثلج فينزل في فترات متباعدة. فقد سجل سقوطه مرة كل عشر أو عشرين من السنين. وتبلغ درجات الحرارة أكبر انخفاض لها في شهري كانون الثاني/يناير وشباط /فبراير إذ تصل الحرارة إلى ما بين 10 و12 مئوية، ولما كانت الشمس تظهر أياماً عديدة في فصل الشتاء، فإن معدل درجة الحرارة العليا اليومية هو نحو 17 درجة مئوية بينما يبلغ معدل الحرارة الدنيا (في الليل) عشر درجات مئوية.
وترتفع درجة الحرارة تدريجياً ابتداءً من شهر آذار/مارس، وشهر آب/أغسطس هوأشد شهور السنة حرارة، فقد سجلت فيه لحيفا 32 مئوية وليافا 30 مئوية ولغزة 29 مئوية.
والفرق بين أعلى درجات الحرارة وأدناها في الصيف أقل منه في الشتاء. فهو يترواح في 6و 8 درجات مئوية، وتكون ليالي الصيف خانقة في الغالب.
والمطر في السهل الساحلي معتدل أو غزير على العموم، لكنه يتناقص كلما اتجهنا جنوباً، للسبب الذي قدمناه، فحيفا ينالها نحو 65 سم من الأمطار، أما غزة فيسقط فيها نحو 35 سم فقط. ترتفع درجة الرطوبة في الصيف فتصل في يافا 73% في حزيران/يونيو وفي غزة 77% في كانون الثاني/يناير.هذا في السهل الساحلي، أما في المرتفعات فتنخفض الحرارة عنها في الساحل شتاءً وصيفاً، ومعدل درجة الحرارة الشتوية في القدس والخليل يترواح بين 8 و10 درجات مئوية، وقد تنخفض الحرارة إلى الصفر أو تحته قليلاً في ليالي الشتاء في هاتين المدينتين وفي رام الله وصفد. أما في الصيف فيختلف الوضع تماماً. ففي جبال القدس تكون درجة الحرارة أقل منها في الساحل كثيراً، بينما في جبلا الجليل قد لا يتجاوز الفرق بينهما وبين الساحل درجة أو درجتين.
وتبلغ الحرارة أعلى درجاتها في الصيف في كل من سهل النقب وغور الأردن، ففي المنطقة الأولى سجلت محطات الرصد 35 درجة مئوية في شهر آب/أغسطس في بئر السبع، أما في غور الأردن فتظل الحرارة في أريحا نحو 38 درجة مئوية أكثر شهور الصيف، ولكن كثيراً ما تبلغ 43 درجة مئوية أو 50 درجة.
والرطوبة أقل في الجبال والمرتفعات منها في السهل الساحلي، وتترواح بين 10% و20% بين الشتاء والصيف. وقد تهبط حتى إلى 9% في الصيف (في القدس مثلاً) إبان هبوب الرياح الشرقية

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More